لورا فرح
(الأردن)
استشارية تغذية طبية وعلاجية
مركز إستشارات التغذية
مستشفى ومركز الخالدي الطبي
تلعب الرياضة دوراً مهماً أثناء إتباع الحميات الغذائية، فهي تكسب الشخص إحساساً بالثقة مما يساعد على الالتزام بالحميات الغذائية ، بالإضافة إلى أنها تحسن من كفاءة الدورة الدموية، وكذلك تزيد الرياضة من عملية التمثيل الغذائي في الجسم ومن عملية حرق السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة مما يساعد على تخفيف الوزن، وأيضاً تساعد الرياضة على شد الجسم لمنع ظهور التجاعيد والترهلات، وتساعد على تخفيف آلام الظهر لأنها تقوي العضلات البطنية والظهرية، وكذلك مفيدة لمرضى القلب والضغط والسكري، وتساعد على تقوية مناعة الجسم ، ولها دور كبير في تحسين الذاكرة والتركيز،والتقليل من أعراض إضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه (ADHD)، وتؤخر الشيخوخة ، وكذلك تساعد على النوم.
الرياضة أيضاً تهدئ الأعصاب وتخفف من الضغوط النفسية والإكتئاب لأنها تحفز إفراز مادة كيميائية في المخ تدعى ( بيتا اندروفين ) وهذه المادة تساهم قي رفع الروح المعنوية، وكذلك الرياضة لها دور في رفع هرمونات السعادة “الدوبامين والسيروتونين”. من أفضل أنواع الرياضة المشي السريع – الجري – تمارين الإيروبيك والسباحة ، مع مراعاة البدء بالتمـــارين الرياضية الخفيفة لفــترة 20-30 دقيقة وحوالي 3 مرات في الأسبوع مع محاولة زيادة وقت التمارين بنسبة 10% كل أسبوع ،ولكن من المهم التوقف عن أي نوع تمارين عند الشعور بالتعب أو بسرعة فائقة في نبضات القلب . يفضل أن لا تقل المدة الزمنية بين تناول الطعام وبين الرياضة عن ساعتين كحد أدنى، وذلك لتجنب إرهاق الجسم، وعدم توزيع الدم بشكل جيد في الجسم، كون عند ممارسة الرياضة يبدأ القلب بضخ الدم إلى العضلات للقيام بالمجهود العضلي، وعند تناول الطعام يبدأ القلب بضخ الدم إلى المعدة للقيام بعمليات الهضم، وبالتالي لا يستطيع الجسم القيام بمجهودين معاً، مما يؤدي إلى عدم توزيع الدم بشكل جيد في الجسم لأداء الرياضة وهضم الطعام في نفس الوقت ، فتصبح هناك دوخة وإرهاق أثناء القيام بالرياضة،وقد يحدث تقيؤ نتيجة الضغط على عضلات البطن أثناء الرياضة، كون المعدة يوجد بها طعام لم يتم هضمه وإمتصاصة بعد .
عند ممارسة الرياضة تتحول الدهون إلى ثاني أكسيد الكربون وماء ، ولكن العضو الفعال والأساسي والذي يلعب الدور الأهم في حرق الدهون هو الرئتان . حيث يتخلص الجسم من الماء الذي يتكون نتيجة احتراق الدهون عن طريق البول والعرق ويتخلص الجسم من ثاني أكسيد الكربون عن طريق التنفس، ولكن الجزء الأكبر من حرق الدهون يغادر الجسم عن طريق الرئتيين ، بعد أن تتحول الدهون إلى ثاني أكسيد الكربون، كون جزيئات الدهون هي مركبات عضوية مصنوعة من ذرات الكربون وعند وجود الأكسجين تتأكسد لإنتاج ثاني أكسيد الكربون وماء . ووفقاً لأحدث الدراسات أظهر الباحثون أنه أثناء خسارة الوزن فإن 84% من الدهون المفقودة تتحول إلى ثاني أكسيد الكربون وتغادر الجسم عبر الرئتيين بينما يتحول الباقي إلى ماء فمثلاً إذا فقدت 10 كيلو غراماً فإن 8,4 كيلو غراماً منها ستغادر جسمك عبر الرئتيين بينما يغادر 1,6 كيلو غراماً على شكل ماء . مع مراعاة أنه يلزم حرق 7000 سعر حراري لخسارة 1 كيلو غرام من وزن الجسم ، يكون الحرق في البداية من السكر ثم الجلايكوجين المخزن في الكبد والعضلات ولكن بعد نصف ساعة أو ساعة يبدأ حرق الدهون ويعتمد ذلك على نوع التمرين الرياضي ومدته وشدته .