بقلم/ لطفي الخليفي
نحن في بلد يؤمن بأن ما هو غير ممكن الآن يصبح ممكنا غدا وفي كل القطاعات والقطاع الصحي ليس استثناء
سنة 2016 كان لي لقاء مع الدكتورة ليلى المرزوقي التي كانت آن ذاك تشغل خطة رئيس مجلس السياحة العلاجية بدبي كان اللقاء على هامش فعاليات مؤتمر دولي للسياحة العلاجية بالعاصمة النمساوية فيينا.. في ذلك المؤتمر تحدثت الدكتورة ليلى عن مخطط دبي في مجال السياحة العلاجية وأعلنت أن هيئة الصحة بدبي أطلقت برنامج تجربة دبي والهادف إلى جعل دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية …وقد خالجني وقتها – وأنا أتابع مداخلتها الرائعة والواثقة- خالجني شعور غريب. فيه مزيج بين الإعجاب بما طرحته الدكتورة من خطط طموحة من جهة والتساؤل بنوع من الريبة أو الخشية * إن كان ذلك فعلا ممكن التحقيق *والحال أن دبي ودولة الإمارات ومنطقة الخليج عامة لا تزال ترسل عدد غير يسير من مواطنيها للعلاج بالخارج بل ولديها إدارات متخصصة في إيفاد المواطنين للعلاج في الخارج كما أن تكلفة العلاج في دبي عالية جدًا بالمقارنة مع عدد كبير من الوجهات العلاجية المنافسة مثل تركيا والهند وتايلاند وماليزيا وغيرهم …
عندما أنهت الدكتورة مداخلاتها انهالت عليها الأسئلة من طرف عدد كبير من الحاضرين في المؤتمر وكانت ردودها شافية ضافية أما أنا فالحقيقة أني خيرت أن أحبس تساؤلاتي في صدري وخيرت التحدث إليها على انفراد فهذا شأن داخلي بين عربيين في بلاد الغرباء …. وعند نهاية المؤتمر تقدمت من الدكتورة الرائعة وسألتها : دكتورتنا العزيزة لدي سؤال واحد : كيف يمكن تحقيق ما تحدثت عنه والحال أن وأن وأن …ردت الدكتورة بابتسامة الواثقة : نحن ياأستاذ لطفي في بلد يؤمن بأن ما هو غير ممكن الآن يصبح ممكنا غدا وفي كل القطاعات والقطاع الصحي ليس استثناء …لدينا خطط واضحة وشرائح معينة سنعمل على استقطابها وأولويتنا هي الجودة في الخدمات الصحية وليست المنافسة في الأسعار فنحن نهدف لاستقطاب الباحثين عن جودة العلاج والبيئة العلاجية الآمنة والكفاءات الطبية العالمية والبنية التحية المتطورة والتجهيزات الطبية العصرية وضمان سهولة وصول المريض في وقت قياسي وعبر إجراءات ميسرة وكل هذه العوامل تخلق حلقة علاج سلسة وتضمن أقصى درجات ممكنة من جودة الرعاية الصحية …وهذا ما شرعنا فيه فعلا ولدينا مؤشرات أولوية تجاوزت توقعاتنا. ففي عام 2014، كانت توقعاتنا الأولى للعام الموالي هي النجاح في استقطاب 170 الف سائح بغرض السياحة العلاجية، لكن تقاريرنا أوضحت أننا تجاوزنا توقعاتنا لذلك العام،..نحن نعمل بتوجيهات قيادة لديها رؤية وبرنامج وخطط تضمن النتائج …
أذكر وقتها أن الدكتورة ليلى أخبرتني أن مجلس السياحة العلاجية الذي تتولى رئاسته يطمح لاستقطاب 500 ألف سائح علاجي بحلول عام 2020 …وقد صدقت الدكتورة وأنجز المجلس ما وعد …ففي سنة 2020 احتلت دبي المرتبة السادسة من بين 46 وجهة في مؤشر السياحة العلاجية العالمي 2020 – 2021 والمرتبة الخامسة في جودة مرافق وخدمات الرعاية الصحية والسابعة في بيئة الوجهة و الـ 13 في صناعة السياحة العلاجية..وقد تجاوزت الأرقام ألان حاجز 650 ألف سائح علاجي في دبي وما يناهز المليون سائح علاجي على مستوى الدولة …فكيف تحقق ذلك ؟ وفي مثل هذه الفترة القصيرة جدا والتي تخللها سنوات كوفيد التي ضربت السياحة العلاجية في مقتل …إنها الإرادة الصادقة والتخطيط الدقيق والعمل بتفان وجد وقبل كل شيء الإيمان بأن من سار على الدرب وصل …
أختم افتتاحيتي بهذه الجمل القصيرة من الموقع الرسمي لوزارة الصحة والتي تختزل التطور الكبير والسريع الذي شهده القطاع الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة على جميع المستويات وخاصة البنية التحية والمنشآت الصحية وجودة الرعاية الصحية وملامتها لكل التغيرات التكنولوجية والكفاءة العالية للكوادر الطبية كما يلي : يعد القطاع الصحي من أكثر القطاعات نمواً في دولة الإمارات، والتي تحتل المركز الأول عالمياً في عدد المنشآت الصحية المعتمدة، بفضل تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، من خلال تطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحّية، لتكون الإمارات من أفضل الدول في جودة الرعاية الصحية… تحقق كل هذا في فترة من الزمن يصعب أن يتخيلها الإنسان…. ولكن. من سار على الدرب وصل ….