الصحة الخليجية
عقدان من الزمن والمسيرة مستمرة ...
في سنة 2006 أطلقت أنا وصديقي حسين المناعي أول مجلة متخصصة في المجال الطبي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة سميناها مجلة أخبار الطب والإعمال…كان التصور العام للمجلة جديدًا حيث جمعت بين مرتكزين أولهما التوعية والتثقيف الصحي وهو التصور الكلاسيكي المتعارف عليه لكل المجلات الطبية أما المرتكز الثاني فهو الأعمال حيث أفرزنا قسما هاما من المجلة لاطلاع القراء على كل ما يخص المستسقيات و الشركات الطبية وشركات الأدوية وغيرها من المؤسسات الناشطة في المجال الصحي وذلك من أجل المساهمة في دعم إشعاع تلك الشركات والترويج لمنتجاتها من جهة ومساعدة المريض على حسن اختيار المرفق أو المنتج الطبي الذي يحتاجه..
ولا أدعي المبالغة إذا قلت إن ذلك التصور الجديد للمجلة الذي إعتمدناه كان فريدا من نوعه وهو ما جعله يلاقي تجاوبا كبيرا من جميع الإطراف وبالتالي مكن مجلتنا من حيازة دعم عدد هاما من المستسقيات والشركات الطبية التي وجدت في مجلتنا جسرا مرنا وفعالا للتواصل مع الناس عموما وطالبي العلاج بصفة خاصة كما وجدت في مجلتنا منصة مناسبة لاطلاع الجمهور على أخبارها وانجازاتها وهو ما ساهم في خلق ديناميكية في علاقة تلك المؤسسات الصحية والجمهور خصوصا في ظل غياب بدائل أكثر حيوية وحينية وتأثير آنذاك كما هو الحال الآن مع تطور الصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المنبثقة عنها ذات التأثير والفعالية وما أكثرها اليوم..
استمرت المجلة في الصدور لمدة ستة أعوام وفي الإثناء كان القطاع الصحي في دول مجلس التعاون الخليجي يشهد ديناميكية قوية تقودها خطط حكومية طموحة تنطلق من رؤية موحدة لخلق بنية تحتية متطورة تهدف من جهة إلى تطوير منشات الرعاية الصحية ومن جهة أخرى إلى الحد من الاستنزاف المالي الذي تسببه التكاليف المشطة لعلاج مواطنيها بالخارج وهو ما أثمر تطورا سريعا للمنشآت الصحية الحكومية في جميع بلدان الخليج تسابقه في الطرف الأخر استثمارات هائلة من القطاع الخاص في المجال الصحي…ولأنه مطلوب منا كإعلام متخصص إن نساير تطورات القطاع الذي نمارس نشاطنا الإعلامي من خلاله فلم نر بدا من تطوير مجالنا الجغرافي نحن أيضا لمواكبة التطورات في القطاع الصحي التي تشهدها منطقة الخليج وجاء نتيجة لذلك تغيير أسم مجلتنا من اخبار الطب والأعمال الى مجلة الصحة الخليجية ..كان ذلك في بدايات 2012 حين صدرا لعدد الأول من مجلتنا باسمها و تصورها الجديدين وللتاريخ والأمانة فقد وجدت مجلتنا آنذاك كل الترحاب من جيهات حكومية وخاصة عديدة أهمها على الإطلاق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الذي كان يديره باقتدار البروفيسور الدكتور توفيق بن احمد خوجة حفظه الله حيث مكننا تفتحه على التعاون والشراكات البناءة مع وسائل الإعلام من توقيع اتفاقية تعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي من إصدار مشترك لأربع نشرات من دليل الخليج الصحي علاوة على نشاطات مختلفة أخرى
ولأن التطور من سنن الحياة ولأننا مطلوب منا دائما مواكبة التطورات بل وأن نكون دائما سباقون إلى الابتكار ومع بروز
ظاهرة جديدة سرعان ما تشكلت وفرضت وجودها في المجال الصحي في الشرق الأوسط وهي السياحة العلاجية لم أتردد طويلا لأتخذ القرار بتحويل مجلة الصحة الخليجية إلى مجلة متخصصة في مجال السياحة العلاجية أطلقت عليها اسم مجلة الشرق الأوسط للسياحة العلاجية…وككل مرة كنا نسابق الزمن إذ كانت مجلتنا الشرق الأوسط للسياحة العلاجية هي المجلة الوحيدة في تخصصها والأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط والثانية على المستوى العالمي..
ومع مرور السنوات تحولت منطقة الخليج بفضل وعي حكوماتها بقطاع السياحة العلاجية تحولت إلى نقطة إشعاع في مجال السياحة العلاجية ولم تعد السياحة العلاجية شان شرق أوسطي بقدر ما أصبحت في صلب الاهتمام من طرف الجهات الحكومية والخاصة على حد سواء في بلدان الخليج وهو ما حتم علينا التركيز على القطاع الصحي في منطقتنا الخليجية بشقيه الرعاية الصحية والسياحة العلاجية وبالتالي كان قرارنا أن تعود المجلة كما كانت …مجلة الرعاية الصحية والسياحة العلاجية في الخليج …ويعود اسمها كما كان :مجلة الصحة الخليجية....
هذه رحلة مجلتنا التي تقترب من العشرين عام من الابتكار والاجتهاد حاولنا دائما أن نواكب التحولات وان نكون سندا للقطاع الصحي فنجحنا في بعض الأحيان وفشلنا أحيانا أخرى ولكن استمرار أي مؤسسة وخاصة وسيلة إعلام متخصصة لمدة ناهزت العشرين عام هو في حد ذاته نجاح لم يكن ليتحقق لولا فضل الله أولا ثم جهودنا وإيماننا برسالتنا ودعم الشركاء في القطاع الصحي لمجلتنا دون شك.